اكتشاف مبكر لسرطان الثدي عبر بصمة الإصبع: ثورة في التشخيص غير الجراحي

أضيف بتاريخ 08/30/2025
منصة المَقالاتيّ


يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء في العالم، ومع ذلك تظل الفحوصات التقليدية مثل التصوير الشعاعي (الماموغرام) مرتبطة بالعوائق، سواء بسبب الإحساس بعدم الراحة أو الخوف من الألم أو حتى المخاوف المرتبطة بالإشعاع. أمام هذا الواقع، يروج باحثون لابتكار قد يغيّر جذريًا أساليب الكشف الطبي، وذلك عبر تقنية تعتمد على تحليل مكونات بصمة الإصبع للكشف عن سرطان الثدي في مراحله المبكرة.

هذا النهج الجديد يقوم على اختبار بسيط وغير جراحي: وضع إصبع اليد على سطح زجاجي لترك طبقة دقيقة من العرق، تتضمن هذه الطبقة مؤشرات حيوية دقيقة للغاية تعكس حالة جسم الإنسان. بواسطة تقنيات متطورة لتحليل الكتلة الطيفية والبروتيومية، يمكن تمييز وجود اضطرابات أو علامات حيوية تشير لاحتمالية وجود ورم سرطاني. تجربة أولية على عدد محدود من المرضى أظهرت أن دقة التصنيف تفوق 97% في التمييز بين الحالات السليمة والمصابة وحتى تمييز الحالات الانتقالية.

يعود الفضل في هذه المبادرة إلى البروفيسورة سيمونا فرانشيز، التي قادت فريقًا بحثيًا متعدد الاختصاصات هدفه تطوير أداة تشخيص تعتمد على "توقيع" جزيئي يُقرأ من العرق الموجود في بصمة الإصبع. ورغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها السريرية، إلا أن النتائج الأولية تفتح آفاقًا واسعة لتغيير طريقة تشخيص السرطان وتسهيل الفحص السكاني الشامل بدرجة أكبر من السهولة والدقة.

وفقًا للباحثين، يمكن أن تساهم هذه التقنية في تخفيف العبء النفسي والاقتصادي عن الأنظمة الصحية، وتزيد من فرص الكشف المبكر وتقليص وفيات السرطان بين النساء. بالإضافة إلى ذلك، يمهّد هذا الاكتشاف لدخول فحوصات جديدة تعتمد على بصمات الأصابع في تشخيص أمراض أخرى من خلال نفس الفلسفة التي تجمع بين علوم الكيمياء الحيوية والذكاء الاصطناعي، مع فتح المجال للبحوث المستقبلية في تطبيقات أوسع.

تكمن القوة الحقيقية لهذه التقنية في قدرتها على الكشف السريع والمبكر دون الحاجة للإجراءات المؤلمة أو المعقدة، وهو ما يمنحها إمكانيات كبيرة لتحسين حياة آلاف النساء سنويًا حول العالم. إذا تواصلت جهود تطوير هذا الفحص، سيصبح من الممكن خلال سنوات أن يكون وضع الإصبع على سطح جهاز بسيط خطوة كافية للاطمئنان على الصحة، في ثوانٍ فقط، وبدون أي إجراءات مكلفة أو جراحية.