إسرائيل تطلق عملية واسعة ضد الحوثيين في صنعاء تحت اسم يحمل دلالات ثقافية

أضيف بتاريخ 08/30/2025
منصة المَقالاتيّ

 أطلقت إسرائيل عملية عسكرية وصفت بالأكبر ضد قيادات جماعة الحوثي في اليمن، واختارت لها اسم "قطرة الحظ". العملية استهدفت اجتماعاً سرياً لقيادات حوثية بارزة في صنعاء، مستخدمةً تنسيقاً بين الضربات الجوية والبحرية، حيث أشارت تفاصيل متطابقة من مصادر إسرائيلية وعربية إلى أن الهجوم نفذ بتوقيت دقيق بعد اختراق أمني مكّن من تحديد موقع اجتماع ضم قيادات كالاغماري والمشاط. الضربات، التي تواصلت لعشر دقائق تقريباً، ركزت بشكل استثنائي على مقر الاجتماع تحت الأرض، ما أوقع خسائر قيادية وإصابات وصفت بالغة بحسب التقارير، فيما بقي مصير بعض المستهدفين غير محسوم حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

التسمية التي اختارتها إسرائيل للعملية تستند إلى خلفية ثقافية لافتة، إذ استُلهم اسم "قطرة الحظ" من أغنية شهيرة للمغنية الإسرائيلية زهافا بن صدرت خلال ثمانينيات القرن الماضي، تتوسل فيها المغنية بالله قطرة حظ وسط الحزن والمعاناة. الأغنية ذات انتشار واسع في الثقافة الشعبية الإسرائيلية، وتحمل معاني التضرع والبحث عن الفرج في أوقات الشدة، ما أضفى على العملية معنى يتجاوز البعد العسكري إلى بعد نفسي ودعائي ضمن معادلة الحرب النفسية والإعلامية.

يأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد متواصل بين إسرائيل وجماعة الحوثي المحسوبة على محور إيران، عقب حملة متجددة من الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مناطق إسرائيلية. يدفع هذا التصعيد تل أبيب إلى تبني استراتيجية استهداف مباشر لرؤوس القيادة الحوثية، عوضاً عن الضربات التقليدية التي كانت تستهدف البنية التحتية فقط، ما يعكس تحوّلاً واضحاً في قواعد الاشتباك وتحضيراً لمعادلات أوسع في الإقلي.

ردود الفعل الأولية على العملية تراوحت بين وصفها بنقلة نوعية في التعامل مع التهديدات الإيرانية عبر وكلائها، وتحذيرات من تفاقم الصراع في منطقة يتجاوز فيها البعد المحلي إلى حسابات جيوسياسية معقدة، في ظل استمرار الحرب غير التقليدية الدائرة بين إسرائيل والمحور الإيراني على عدة جبهات.