بالنسبة للعديد من التونسيات اللواتي عشن سنوات طويلة في الخارج، يشكل قرار العودة إلى أرض الوطن تحدياً كبيراً يحمل في طياته الكثير من المفاجآت والصعوبات النفسية والاجتماعية. كثيرات منهن عدن يحملن آمالاً كبيرة في الاندماج السلس مع محيطهن الأصلي واستعادة أسلوب حياة مألوف، إلا أنهن يصطدمن بحقائق مغايرة تجعل فترة التأقلم مع المجتمع التونسي شاقة أحياناً.
تعاني العائدات من "الصدمة الثقافية المعكوسة"، إذ يواجهن فجوة بين تطلعاتهن المستمدة من حياة المهجر والواقع اليومي في تونس. فتعبّر كثيرات عن مفاجأتهن بسرعة تغير المجتمع المحلي أو استمرارية بعض الممارسات الاجتماعية التي كن قد نسينها أو اختلفن عنها خلال سنوات الغربة. الخدمات العمومية، أوضاع البنية التحتية، والاختلاف في معايير الحريات الفردية، كلها أمور تجعل الاندماج أكثر تعقيدا.
رغم هذا التحدي، تتمسك بعض هؤلاء النساء بالرغبة في المساهمة في تطوير مجتمعهن ونقل تجاربهن الجديدة، بينما تفكر أخريات في العودة إلى حياة المهجر إذا لم يجدن شعور الانتماء والراحة النفسية بعد فترة من الاستقرار. في النهاية، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد توازن بين هويتين وتجربتين، واستثمار هذه الازدواجية من أجل إغناء المجتمع التونسي والانفتاح على العالم.